الأربعاء، 25 فبراير 2015

صانعة الأجيال




صانعة الأجيال 


        الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله  وصحبة اجمعين :
للمعلم دور كبير في بناء الحضارات ، و أعظم هبة يمكن أن تقدَّم للمجتمع؛ هي تربية وتعليم أبنائه، لأن المعلم هو العامل الأساسي في نجاح العملية التربوية والتعليمية.
وهو من أهم عناصر التعليم، لأن عناصر التعليم تفقد أهميتها إذا لم يتوفر المعلم الصالح الذي ينفث فيها من روحه فتصبح ذاتَ أثر وقيمة.
     وبالرغم مما في مهنة التعليم من مشقة وصعوبات لا تساويها أي مهنة أخرى ، إلا انه يقابل ذلك من الفضل والرفعة والأجر للمعلم متى اخلص واتصف بالصفات الحميدة مالا يجده غيره ، يقول النبي r: ( إن الله وملائكته وأهل  السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير  ) ابن عبد البر – بيان العلم وفضله – حسنه الألباني
    أختي المعلمة : يا من بيدها تضيء الكون بجميل عطائها ، يا من يبقى ذكراها للأزل وتأثيرها للابد، يامن تعاهدت بورث الأنبياء, كوني واثقه من نتيجة علمك وعملك ولتكن ثقتك اكبر بما عند الله تعالى ،  يقول تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) النحل /97

 "  سمات صانعة الأجيال  "

 صانعة الأجيال يجب أن تكون صالحه في علاقتها مع ربها وخالقها فتتعامل على أساس من الإيمان5  والصدق واليقين القوي الذي يدفعها إلى امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، فإن من الواجب عليها أيضاً أن تكون صــــالحة في خُلقها وعاداتها وسجاياها التي تتعامل بها مع الطالبات أو أفراد المجتمع ، والأخلاق الحميدة تستمد قوتها وحسنها من الشريعة المحمدية والسلوك النبوي طلباً لمرضاة الله وابتغاء رضوانه ،  والمعلمة بحاجة ماسة إلى أن تتصف بكل الصفات الحسنة التي تجعلها محبوبة داخل مجتمع المدرسة أو خارجها ، أما عدم التحلي بها فسيؤدي إلى الإخفاق في تأدية الرسالة التي نذرة نفسها من أجل تأديتها على أكمل وجه ، وحينذاك لا تغني معرفة استراتيجيات التدريس التي تُعلمها أو تتعلمها  مجدية , ومن تلك السمات:
 1- تقوى الله : يقول تعالى  : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)) الطلاق/4.
 2- الإخلاص :  قال تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) البينة /5 ؛  فهو من أعمال القلوب، قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة" ولان التعليم من أهم الأعمال الصالحة لذا ينبغي مجاهدة النفس على  الإخلاص
 3- مطابقة القول العمل : وقد حذر النبيr   من مخالفة الإنسان عمله قوله ,قال -صلى الله عليه وسلم-:  (مررت ليلة أُسرِي بي بأقوامٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمقاريضَ من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خُطباءُ أمَّتِكَ الذين يقولونَ مالا يفعلون ( متفق عليه.

4- الصدق : فالصدق دليل الإيمان ولباسه، ولبُّه وروحه وقال r : ( أن الصدق يهدي إلى البر  وان البر يهدي إلى الجنة ، وان الرجل ليصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) رواه البخاري .
 5- الرفق والرحمة : هي زينة الأعمال وبهاؤها, كما انها سر من أسرار جودتها لذلك يجب أن تكون المعلمة رفيقة في غير ضعف ، قوية في غير قسوة ، تزن الأمور بموازينها الصحيحة , قـــالr :  ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر  أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم.
6- الحلم : الحلم سيّد الأخلاق , وعلامة للصابرين المحتسبين , وصفةٌ محبوبةٌ لرب العالمين فلمعلمة يجب أن تكون سديداً في رأيه ولا تحمل في قلبها الحقد والضغينة وتلتمس لمن حولها الأعذار, قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :  (أن فيك خصلتين يحبهما الله - الحلم والأناة - )رواه مسلم .
7- التواضع : التواضــع خلق حميد يضــــفي على صاحبه إجلالا ومهابة ورفعه ؛ في صحيح مسلم قوله r: ( وما تواضع أحد لله ألا رفعه) , وقولهr: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) و من أثار التكبر: جحود الحق و الغرور بما لديه من العلم أو ترك  طلب العلم أو سوء التعامل مع الزميلات والطالبات  .                   
 8- الصبر و احتمال الغضب : وهذه الصفة تستدعي من المعلمة همة عالية و إيمان صادق وطول ممارسه حيث أن المعلمة تتعامل مع أفراد مختلفي الطباع و الفكر و الأخلاق مع ما يواجهها من صعوبات التحضير والتدريس والتصحيح ومواجهة المشكلات المختلفة لذلك يجب أن تعتاد الصبر , قال تعالى : ((أولئك يجزون الغرفة بما صبروا)) الفرقان/75
9- العدل والمساواة: أساس كل أمن , وطريق كل عيش ٍ سعيد فأنتِ يا صانعة الأجيال لربما تتعرضين لمواقف كثيرة تقتضي  العدل سواء في توزيع المهام أو الوجبات أو وضع الدرجات أو في العقوبة وغيرها مما يجب فيها معاملة جميع الطالبات بنفس المعاملة وبما تحبي وتتمني أن يعامل به أبنائك أو اخواتك قال  r  : (  لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه  ) رواه البخاري-مسلم-الترمذي-النسائي  ، وروي عن مجاهد قوله : " المعلم إذا لم يعدل بين الصبية كتب من الظالمين"[ابن مفلح شمس الدين أبو عبدالله محمد ، الآداب الشرعية والمنح المرعية ، ج1 ، ص181 ومن الظلم للطالبات عدم الاهتمام بالضعيفات منهن وعدم بذل النصيحة لهن والأخذ بأيديهن .
10- الأمانة في العمل : مطلب إسلامي حق , وثقيلة لا تقواها حتى الجبال فبين يديكِ أمانتها جيل المستقبل وقادة الأمة وحُمال راية التوحيد و تزداد مسؤوليتك أكثر في غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة وتمكينها في  قلوب الطالبات وإعدادهن ليكون مواطنات مؤمنات صالحات  يدركن ما عليهن من حقوق وواجبات تجاه دينهن وولاة أمرهن وسائر أفراد مجتمعهن  قالr  : ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة) رواه البخاري .
11- الخلق الحسن وتجنب السخرية والكلام الفاحش  :  قالr : )إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم (وروى ابو داود وابن حبان.
فليحقق تعاملك الكثير على طالباتك فكم من كلمة طيبة لمعلماتنا لا زالت تقرع مسامعنا وتبهجها ، وكم من كلمات نابيه ومواقف مؤسفة لم ننسها رغم مرور عشرات السنين وعليك أن تدرك أن الطالبات مهما صغر سنهن يعرفن معنى كل حركة تتحركها المعلمة ومغزى كل عمل تأتيه  

12- حسن المظهر :  ليكن لك اختي المعلمة في رسول الله أسوة حسنه فقد كان له ثياب خاصة بلقاء الوفود وثوب خاص بصلاة الجمعة و العيدين ، و لتكن رائحتك دائماً طيبه و مشيتك متزنة غير متكبرة أو ذليلة قال  r : (إذا أتاك الله مالاً فلير أثر نعمته عليك وكرامته)
       





    





 
رواه النسائي.  
13-الاستشارة للخير : في المشورة نور بعد ظلام , وهدى بعد ظلال , وسلامة بعد خوف يقول ابن عباس رضي الله عنه لما نزلت الآية : (( وشاورهم في الأمر )) قال r: (أما إن الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن الله جعلها رحمة لأمتي ، فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ،  ومن تركها لم يعدم غيا) . والتشاور يحقق  الكثير من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ، وفيه تنوير الأفكار وتقرير لإصابة الحق وتوفير للوقت والجهد واستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم
14-التأني في سرد المعلومات : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما كان رسول  الله r  يسرد كسردكم هذا  ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل ، يحفظه من  جلس إ ليه) رواه مسلم .  
15- المداومة على تحصيل العلم :  فالمعلمة تعرض بضاعة كل يوم فلا بد من التجديد وتخصيص وقت من يومك لتقرائي عن الجديد وخاصة في مجال تخصصك .
صانعة الأجيال
 
16- التعرف على طبيعة العلم وعدم التصادم معها : فالمعلمة الناجحة هي" التي لا تتكلم إلا فيما تعلم ، ولا تُعلم إلا ما تتقن" وعليها اتباع طرائق التعليم الحديثة
17- الغزارة العلمية في المادة ووسائلها :  يقول ابن خلدون : "إن الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه  إنما هو بحصول ملكة في الإحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله ….."      
 
18- الاستزادة من طلب العلم : يروى عن ابن عباس قوله : ( لو كان أحداً مكتفياً من العلم لاكتفى موسى على نبينا وعليه الســــــلام ولما قال : (( هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً )) " الكهف/66  ، وقال سفيان الثوري رحمه الله :  ( لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا ) .
19- المهارة في التعليم :  وذلك باكتساب المهارات المختلفة من تدرج في التعليم والعرض والإقناع واستخدام الثواب والعقاب وإسداء النصيحة واحترام القرارات والمساهمة في الأنشطة ، وغير ذلك من الصفات المهنية التي يطول الحديث بها كما ينبغي على المعلمة الاطلاع على الكفاءات التعليمية والإلمام بها والاشتراك في البرامج  التدريبية التي تنميها.
هذا وأسال الله لي ولكن التوفيق والسداد وأن يجعلنا نافعين لديننا ولأمتنا..

 


المراجع:
إعداد : أ/ عائشة أحمد الزهراني
 
 احمد حسن – فلسفة النظام التعليمي
نظمي أبو العطى – رسالة إلى المعلم – بتصرف
موقع موسوعة التعليم والتدريب

موقع صيد الفوائد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق